في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٢، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة قلب يسوع الأقدس في مقرّ النيابة البطريركية السريانية الكاثوليكية في اسطنبول - تركيا، وخلاله قام غبطته برسامة السيّد شفيق شاميّه شمّاساً أفودياقوناً (رسائلياً) لخدمة الرعية في اسطنبول.
عاون غبطتَه في القداس سيادةُ المطران مار اسحق جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة ومسؤول رعوية الشبيبة، والخوراسقف أورهان شانلي النائب البطريركي في تركيا، والأب جيمي سركك الكاهن الجديد في النيابة البطريركية في تركيا، بحضور ومشاركة أصحاب السيادة: مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين.
كما شارك أيضاً الخوراسقف يوسف صاغ النائب البطريركي السابق في تركيا، والخوراسقف مارون كيوان رئيس المحكمة الكنسية الإبتدائية في أبرشية بيروت البطريركية، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب جليل هدايا النائب القضائي في أبرشية بيروت البطريركية، والأب عبدو أبو كسم مدير المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان، والأب ريتشارد – دير الشرفة، والأب بول قس داود كاهن الإرساليات السريانية في سودرتاليا وفيستروس واسكلستونا - السويد، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، ورئيس وأعضاء المجلس الملّي في اسطنبول، ورئيس وأعضاء اللجنة الراعوية في ماردين، وجموع غفيرة جداً من المؤمنين من أعضاء النيابة البطريركية في تركيا، غصّت بهم الكنيسة وساحاتها، وقد حضروا لنيل بركة غبطته والمشاركة في هذه المناسبة. وخدم القداس شمامسة الرعية.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطته عن "السرور في هذا الأحد المبارك، الأحد الخامس بعد عيد الصليب المقدس، حيث نكمل أفراحنا بالرب يسوع، ومعنا إخوتنا أصحاب السيادة الأساقفة والآباء الخوارنة والكهنة الذين رافقونا من لبنان لزيارتكم"، شاكراً "سيادة النائب البطريركي الخوراسقف أورهان شانلي الذي نظّم لنا هذه الزيارة مع لجنة الكنيسة"، ومرحّباً بالنائب البطريركي السابق الخوراسقف يوسف صاغ الموجود معنا اليوم".
ونوّه غبطته إلى أنّ "فرحتنا كبيرة بسيامة ابننا الروحي جيمي سركك كاهناً، وهو منكم وجاء ليخدمكم ككاهن، خاصّةً الاعتناء بأعزّائنا الشباب، ولدينا الرجاء القويّ بأنّ الأب جيمي سيخدمكم بقلب الكاهن الرسول والمرسَل. ونحيّي أيضاً الشمامسة الذين يخدمون القداس".
ولفت غبطته إلى أنّنا "سمعنا هذا المقطع من إنجيل القديس لوقا الذي تلاه علينا الأب جيمي، حيث يقول لنا يسوع بأنّ الشجرة الجيّدة تعطي ثماراً جيدة. نشكركم لأنّكم أبناء وبنات أهل صالحين وأفاضل، ونحن فخورون بكم وبإيمانكم المسيحي والتزامكم الكنسي. فصُنْع ثمار صالحة وجيّدة لا يكون بالأقوال فقط، وإنّما بأعمال مكرَّسة للرب وللكنيسة. فليس القول هو الأساس، إنّما العمل والتعب من أجل ملكوت السماء".
وهنّأ غبطته المؤمنين "على شهادة الإيمان التي تؤدّونها، ونذكّركم بأنّكم تتعبون وتبذلون الجهود وتتكرّسون للعمل من أجل كنيستكم، ليس بالكلام، وإنّما بأعمال حقيقية وملموسة. لذلك نهنّئ لجنة الكنيسة التي هيّأت جيداً وعملت من أجل إعداد وتنفيذ برنامج الزيارة إلى ماردين وإسطنبول".
وقَصَّ غبطته على الحاضرين حكاية طريفة: قام كاهن إيطالي بترميم كنيسة رعيته، ووضع على الباب الخارجي للكنيسة لوحة تذكارية كُتِبَ عليها: هذه الكنيسة رُمِّمَت بقروش الفقراء وبنصائح الأغنياء.
وتوجّه غبطته إلى المؤمنين بالقول: "فلنكن جميعنا إذن أولئك الفقراء الذين يبذلون ويقدّمون للكنيسة كي يكونوا فعلاً شهوداً للرب يسوع وللعذراء مريم. وهكذا تساعدون كهنتكم وشمامستكم ولجنة الكنيسة والجماعة بأسرها كي تكون هذه الكنيسة وهذه الرعية مزدهرة على الدوام، وتعطي ثماراً جيدة جداً وصالحة".
وختم غبطته موعظته ملتجئاً "إلى قلب يسوع الأقدس، ينبوع المحبّة"، ومتوسّلاً إليه "كي يؤهّلكم لتتمكّنوا من أن تعيشوا شهادتكم كمسيحيين حقيقيين وأبناء وبنات للرب، ليس فقط بالأقوال بل بالأعمال وسيرة الحياة".
وقبل مناولة الأسرار المقدسة، قام غبطة أبينا البطريرك بمنح السيّد شفيق شاميّه الدرجات الشمّاسية الصغرى، المرنّم، فالقارئ، ثمّ الأفودياقون (الرسائلي)، لخدمة الرعية في اسطنبول، وذلك في جوّ من الفرح الروحي ووسط التصفيق والزغاريد.
ثمّ انتقل غبطته إلى فناء الكنيسة حيث أزاح الستار عن صورتين كبيرتين، واحدة للقديس اسطفانوس، وأخرى للقديس اغناطيوس النوراني. وقام غبطته بتكريسهما وتبريكهما ومسحهما بالميرون المقدس، لتكونا لبركة المؤمنين والذين يطلبون شفاعة هذين القديسين.
وقبل نهاية القداس، ألقى الخوراسقف أورهان شانلي كلمة شكر فيها غبطتَه لقيامه بالزيارة الرسولية إلى ماردين وطور عبدين واسطنبول، شاكراً الأساقفة والحضور جميعاً، خاصّاً بالشكر رئيس وأعضاء المجلس الملّي في اسطنبول واللجنة الراعوية في ماردين، على أتعابهم وجهودهم في إعداد الزيارة وتنفيذها.
وأعلن الخوراسقف أورهان عن تكريم غبطته للسيّدات اللواتي تولَّينَ المسؤولية في أخوية سيّدات عذراء أفسس، وكذلك الأستاذ لويس الجندي لأتعابه في مرحلة تأسيس الكنيسة في اسطنبول وبنائها لسنوات عدّة.
وقبل البركة الختامية، قلّد غبطة أبينا البطريرك السيّدات والأستاذ الجندي ميدالية سيّدة النجاة البطريركية، عربون محبّة وشكر وإكرام.
وبعدما منح غبطته البركة الختامية، خرج بموكب حبري مهيب، واستقبل المؤمنين في الباحة الخارجية للكنيسة، فنالوا بركته الأبوية في جوّ من الفرح والسرور بلقاء الأبناء مع أبيهم الروحي العام.
|