في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الأربعاء ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٢، استقبل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، سعادةَ السفير التركي في لبنان علي باريس أولوسوي Ali Baris ULUSOY، وذلك قي مقرّ الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
خلال اللقاء، رحّب غبطته بسعادته معرباً عن سروره باستقباله للمرّة الأولى، منوّهاً بالروابط التاريخية والروحية التي تربط الشعب السرياني بتركيا، حيث أراضي الآباء والأجداد، مستذكراً زيارته الراعوية والرسمية الأخيرة في الشهر الماضي إلى تركيا، حيث قام غبطته بزيارة حجّ تاريخية إلى ماردين وطور عبدين، فضلاً عن زيارة أفسس وأزمير، والرعية السريانية في إسطنبول.
ولفت غبطته بشكل خاص إلى اللقاء الذي جمعه بفخامة الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان في القصر الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة، وفيه أكّد فخامته احترام تركيا لكافّة الشعوب والإتنيات والديانات والقوميات، و"أنّ السريان هم جزء من تركيا، ونحن نعمل على استفادتهم من الحقوق كاملةً أسوةً بباقي المواطنين"، ومستذكراً مطالبتَه فخامتَه باستعادة مقرّ بطريركيتنا السريانية الكاثوليكية في ماردين، والتي كانت قد أُخِذت وانتُزِعت منّا منذ عقود، حيث تمنّى غبطته استعادتها "لنعقد فيها اجتماع سينودس أساقفة كنيستنا، ولقاءات ومؤتمرات، فنعيد إليها تألُّقها وبهاءها، وهكذا نقوم بتشجيع أبنائنا وبناتنا للثبات في أرض الآباء والأجداد".
وجدّد غبطته استنكاره وشجبه للتفجير الإرهابي الذي وقع الأحد الماضي في شارع الاستقلال بمدينة تقسيم في اسطنبول، سائلاً الله أن يرحم نفوس الشهداء، ويمنّ على الجرحى بالشفاء التامّ، وعلى تركيا والشرق الأوسط والعالم بالسلام والأمان والاستقرار، ومؤكّداً تضامنه الكامل مع المتضرّرين وقربه من المؤمنين في النيابة البطريركية في تركيا.
وعبّر غبطته عن شكره لاهتمام تركيا بكنيستنا وبكلّ الكنائس والأديان، وبجميع المواطنين على اختلاف معتقداتهم وأديانهم وطوائفهم، فضلاً عن دورها في بذل الجهود لإحلال الأمان والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وتحدّث غبطته عن تاريخ الكنيسة السريانية الكاثوليكية وحضورها، وما تقوم به الكنيسة للوقوف إلى جانب أبنائها في خضمّ هذه الظروف الصعبة، داعياً إلى أهمّية أن يعيش جميع الشعوب بالحرّية والكرامة الإنسانية.
من جهته، شكر سعادته لغبطته حفاوة الاستقبال معبّراً عن عميق فرحه وسروره بالقيام بهذه الزيارة الأولى، مقدّراً لغبطته استنكاره للتفجير الإرهابي الذي وقع في اسطنبول، مثنياً على ما يقوم به غبطته من دور رائد ورعاية صالحة لأبناء الكنيسة، ودفاعه المستميت عن الحضور المسيحي في الشرق وقضايا المسيحيين فيه، ومشدّداً على أهمّية بسط السلام والطمأنينة والاستقرار في تركيا كما في لبنان الذي يعاني من الصعوبات والأزمات.
وأمل سعادته متابعة الحوارات والعلاقات البنّاءة واللقاءات مع غبطته، لما فيه خير تركيا ولبنان والشعب السرياني.
ثمّ جرى استعراض الأوضاع العامّة في لبنان وتركيا وبلدان الشرق الأوسط، ولا سيّما الأزمات الخانقة التي يرزح لبنان تحت وطأتها، وفي طليعتها وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية على الفور، وتشكيل حكومة جديدة، والأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية السيّئة، فضلاً عن التحدّيات والمعاناة في سوريا والعراق وسواها من بلدان المنطقة.
بعدئذٍ أهدى سعادته إلى غبطته كتاباً تاريخياً عن تركيا، عربون محبّة وتقدير.
ودوّن سعادته كلمة في السجلّ البطريركي الذهبي تخليداً لهذه الزيارة.
حضر هذا اللقاء المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية.
|