يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل للموعظة الروحية التي ألقاها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، في رتبة تولية وتنصيب صاحب السيادة مار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة أبرشية الحسكة ونصيبين، وذلك مساء يوم الجمعة 2 كانون الأول 2022، في كاتدرائية سيّدة الانتقال - الحسكة، سوريا:
"إخوتي رؤساء الأساقفة والأساقفة الأجلاء
أيّها الآباء الخوارنة والكهنة الأجلاء من مختلف الكنائس الشقيقة
أيّها المبارَكون بالرب
في هذا المساء، جئنا إلى بيت الله كي نشترك في احتفال تولية المطران الجديد، التولية الرسمية لرعاية أبرشيتكم العزيزة، أبرشية الحسكة ونصيبين المبارَكة.
هذه التولية تأتي في ظروف صعبة جداً، فقد زرناكم في العام الماضي، حيث قمنا بجولات أبوية راعوية تفقّدْنا فيها مختلف المدن والمناطق حيث يتواجد شعبنا والمؤمنون من كنائسنا والإخوة من الديانة الإسلامية الكريمة، وحيث قابلْنا المسؤولين المدنيين كما الأحزاب التي تتولّى هنا المسؤولية لخدمة الشعب، وليس لإكراههم وللضغط عليهم وخلق الصعوبات والمشاكل لهم، فيكفينا عذاباً مدّة إثنتي عشر سنة!
سوريا الحبيبة تعاني ما لم تعانيه أيّ دولة في هذا الزمن الحاضر!
يكفينا تشريد أبنائنا وبناتنا إلى بلدان مختلفة عبر البحار والمحيطات!
يكفينا الضيق المعيشي، ويكفينا القلق بالنسبة إلى المستقبل!
لقد سعينا وسنسعى دوماً كي ننقل صوتكم إلى العالم أجمع، أنّكم شعب يستحقّ العيش بكرامة، شعب هو سليل الحضارات القديمة المعروفة عالمياً، تلك التي مرّت بها سوريا الحبيبة وعرفَتْها ونقلَتْها إلى العالم أجمع.
سنبقى دوماً الصوت الصارخ باسمكم، والمُنادي كي تزول العقوبات الجائرة على بلدنا الحبيب سوريا، لأنّ هذه العقوبات تطال أولاً وآخراً الشعب البريء، والذي يريد أن يعيش بكرامة وبروح وطنية صادقة.
سننقل كلّ همومكم وآمالكم ورجائكم إلى حيث نستطيع، وقد كنّا في شهر تشرين الأول الماضي في زيارات إلى مصر وتركيا وأوروبا، كي ننقل هذا الوضع المحزن الذي أنتم فيه.
نضرع إلى الرب تعالى، ينبوع الرحمة والرجاء الوطيد لكلّ المؤمنين، كي يبارككم، ويخفّف عنكم هذه الضيقات، وكي يحلّ أمنه وسلامه بالعدل والمساواة في هذه المحافظة المباركة، محافظة الحسكة، كما في محافظتَي دير الزور والرقّة.
بشفاعة والدة الإله مريم العذراء سيّدة الانتقال، التي هي أمّنا السماوية، والتي أعطَتْنا بولادتها كلمة الله – يسوع الخلاصَ والنجاةَ من جميع الشرور، فلتحلّ بركة الله على جميع الحضور وعلى الغائبين وعلى كلّ من يريد أن يتمّم مشيئته تعالى بصدق ونزاهة وأمانة، ولله المجد والشكر والتسبيح على الدوام، الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين".
|