في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد ٤ كانون الأول ٢٠٢٢، ترأّس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، القداس الإلهي بمناسبة أحد ميلاد يوحنّا المعمدان وعيد القديسة بربارة، وذلك في كاتدرائية سيّدة الانتقال، الحسكة - سوريا.
احتفل بالقداس صاحب السيادة مار يعقوب جوزف شمعي رئيس الأساقفة الجديد لأبرشية الحسكة ونصيبين، يشاركه صاحبا السيادة مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، بمشاركة صاحب النيافة مار موريس عمسيح مطران أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والأب هاروتيون أرشيناغيان ممثّل مطران القامشلي وسائر الجزيرة للأرمن الكاثوليك، بحضور ومشاركة جموع غفيرة من المؤمنين الذين حضروا لنيل البركة الأبوية من غبطته.
بعد الإنجيل المقدس، تأمّل غبطة أبينا البطريرك بمعنى اسم يوحنّا، أي "الله تحنّن"، وهو علامة رحمة الله وحنانه وعظمة محبّته للبشرية، سائلاً الله أن يشفق علينا بفيض مراحمه الغنية، ويمنحنا سلامه وأمانه، مهنّئاً كلّ من يحمل اسم يوحنّا بتفرّعاته، وكذلك من يحمل اسم بربارة القديسة الشهيدة التي جاهرت بإيمانها بالرب يسوع وسفكت دمها دفاعاً عن هذا الإيمان.
ثمّ ألقى سيادة المطران جوزف شمعي كلمة تحدّث فيها عن حدث ميلاد يوحنّا المعمدان، الابن الذي وهبه الرب الإله لزكريا الكاهن وأليصابات رغم أنّهما عاقران وطاعنان في السنّ، وبه تحنّن الله عليهما وأزال العار عنهما، لافتاً إلى أنّ زكريا بقي صامتاً لأنّه شكّ بكلام الله الذي نقله إليه الملاك، وبصمته هذا فرّغ منه كلّ ما هو عالمي، وامتلأ من الروح القدس.
ولفت سيادته إلى أنّنا مدعوون على مثال زكريا كي نفتح أفواهنا وقلوبنا ونمجّد الله في أقوالنا وأفعالنا، شاكراً الله الذي تحنّن علينا وخلّصنا وافتدانا بتدبيره الإلهي حتّى الصلب والموت والقيامة، وقد أعطى دوراً مميَّزاً ليوحنّا المعمدان الذي أعلن عن عمل الله الخلاصي بكلّ تجرُّد، وسائلاً شفاعة القديسة بربارة التي قدّمت ذاتها ذبيحة على مذبح الشهادة في سبيل التمسّك بالإيمان بالرب يسوع.
وختم سيادته كلمته طالباً بركة الرب كي يقويّه في مسيرته الأسقفية ويعضده للقيام بها بحسب قلبه القدوس، مقدّماً الشكر لغبطة أبينا البطريرك الذي باركه ومنحه ثقته الغالية كي يصبح مطراناً لهذه الأبرشية، ضارعاً إلى الله أن يديمه بالصحّة والعافية، وشاكراً أيضاً أصحاب السيادة والنيافة المطارنة والكهنة وجميع أبناء الأبرشية، طالباً منهم أن يصلّوا من أجله كي يوفّقه الرب في خدمته.
وبعدما منح غبطته البركة الختامية، خرج من الكاتدرائية بزيّاح حبري مهيب على أنغام المعزوفات السريانية التي أدَّتْها فرقة الكشاف السرياني في الحسكة. ثمّ استقبل غبطته وأصحاب السيادة المؤمنين في صالون المطرانية، فنالوا بركة غبطته، وقدّموا التهاني لسيادة المطران جوزف شمعي بتوليته رئيس أساقفة على أبرشية الحسكة ونصيبين.
|