في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 29 كانون الثاني 2023، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد دخول الرب يسوع المسيح إلى الهيكل وشمعون الشيخ، والذي يقع عادةً في الثاني من شهر شباط من كلّ عام، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
شارك في القداس صاحبُ السيادة مار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والشمامسة، وجمع من المؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "عيد دخول الرب يسوع إلى الهيكل بعد ولادته في بيت لحم بأربعين يوماً، إذ أخذَتْه أمّه مريم ويوسف إلى الهيكل بحسب التقليد اليهودي آنذاك، كما يخبرنا الإنجيل المقدس. ونحن نعلم أنّ العدد "40" مهمّ جداً في العهد القديم، وهو يذكّرنا بالأربعين سنةً التي قضاها الشعب في البرية، وبصوم يسوع أربعين يوماً، واليوم عيد دخول الرب يسوع إلى الهيكل، وقد احتفلنا به في هذا اليوم، وهو الأحد الأقرب إلى الثاني من شباط".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "سمعنا من رسالة مار بولس إلى أهل كورنثوس، حيث يذكّرهم رسول الأمم أنّه تحمّل الكثير من الآلام والاضطهادات، لكنّ اتّكاله على الله كان كاملاً بدون أيّ حساب، وأنّ الله تعالى نجّاه من كلّ الاضطهادات والضيقات التي مرّ بها، هو الذي بشّر الكثير من الأمم والشعوب، وختم حياته بالاستشهاد في روما".
ولفت غبطته إلى أنّه "في الإنجيل المقدس الذي استمعنا إليه، يخبرنا القديس لوقا أنّ مريم ويوسف يحملان يسوع ويذهبان به ليقدّماه في الهيكل بحسب تقليد اليهود، وهناك يلتقيان بكاهن شيخ يُدعى شمعون، وبقوّة روحية يحمل شمعونُ الطفلَ، ويعلن أنّه هو نور العالم، نور استعلان الأمم. وهكذا الكنيسة كلّها في العالم بأسره تبارك الشموع كي تتذكّر أنّ يسوع هو نور العالم، ونحن نحمل الشموع إلى منازلنا للبركة، ليس فقط لنضعها في مكان محدَّد أو لنحتفظ بها، بل لنعلن على الدوام أنّ يسوع هو نور العالم، وهو الذي سيقول عن نفسه لاحقاً بأنّه هو النور الحقيقي الآتي إلى العالم".
وتناول غبطته الأوضاع الراهنة في بلدان الشرق: "لا يسعنا اليوم إلا أن نتكلّم أيضاً عن وضعنا المؤلم في لبنان، نعم، المسيحيون تضايقوا واضطُهِدوا كثيراً وطُرِدوا من منازلهم في العراق، ولا يزالون يعانون الكثير في سوريا بسبب هذه الأوضاع غير المستقرّة، وهناك خوف وقلق، لا سيّما لدى الشباب. لا يمكننا أن نتجاهل هذا الواقع، وليس لنا إلا أن نسأل الرب، وهو رجاؤنا الذي عليه نتّكل، أن يمنح الجميع القوّة والثبات رغم المحن والصعوبات".
وتضرّع غبطته "إلى الله أن يلهم المسؤولين المسيحيين هنا في لبنان كي يتّفقوا على مرشّح لرئاسة الجمهورية، فنحن موجودون في بلد له نظام طائفي وليس فقط حزبي أو ديمقراطي، وعلى الجميع أن يتعاونوا ويتضامنوا ويتّفقوا من أجل مستقبل لبنان وخيره. على هذه النيّة سنصلّي، ونطلب من ربّنا أن ينير عقول المسؤولين، أكانوا كنسيين أو مدنيين وسياسيين في لبنان، حتّى نصل إلى نوع من الاستقرار، وننتهي من القلق والاضطرابات التي تنتشر وتزداد يوماً بعد يوماً".
وختم غبطته موعظته سائلاً "شفاعة أمّنا مريم العذراء التي قدّمت ابنها الوحيد ربّنا يسوع إلى الهيكل، كي تعيننا على عيش التزامنا بإيماننا بالرب يسوع وبدعوتنا، بالنزاهة والتواضع والمحبّة والمصالحة الحقيقية، حتّى يستطيع هذا البلد أن ينهض ويحلّ مشاكله ويعود إلى استقراره وازدهاره بنعمة الرب".
وخلال القداس، أقام غبطته رتبة تبريك الشموع بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، حيث بارك غبطته الشموع المعروضة كي تكون بركةً لآخذيها، وحفظاً لبيوت المؤمنين، وشفاءً للمرضى، وصوناً من الشرّير.
وبعد البركة الختامية، وُزِّعت الشموع على المؤمنين للبركة.
|