تحتفل الكنيسة السريانية بصوم نينوى الذي يبدأ يوم الإثنين من الأسبوع الثالث السابق للصوم الأربعيني المقدس، وهو ثلاثة أيّام، ويصادف هذا العام أيّام الإثنين والثلاثاء والأربعاء ٣٠ و٣١ كانون الثاني و١ شباط ٢٠٢٣، بحسب الروزنامة الطقسية للكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية.
تصوم الكنيسة السريانية صومَ نينوى اقتداءً بأهالي نينوى المدينة العظيمة، والذين تابوا بمناداة يونان النبي بعدما صاموا واتّضعوا أمام الرب الإله لابسين المسوح والرماد، فرفع عنهم الربُّ الغضب.
ويعود تاريخ هذا الصوم إلى ما قبل القرن الرابع للميلاد، على ما يتّضح من ميامر القديس مار أفرام السرياني وأناشيده. ويُسمّى هذا الصوم ب "صوم الباعوثة"، وهي كلمة سريانية تعني الطلبة والابتهال، تيمّناً بطلبة أهالي نينوى وابتهالهم وتوبتهم.
ونذكر في هذا المقام ابتهالاً بلحن باعوث (طلبة) القديس أفرام السرياني، تصلّيها الكنيسة في أيّام صوم نينوى: «ܡܳܪܰܢ ܐܶܬܪܰܚܰܡܥܠܰܝܢ ܐܰܝܟ ܕܥܰܠ ܡܕܺܝܢ̱ܬܳܐ ܕܢܺܝܢܘ̈ܳܝܶܐ܆ ܕܰܒܨܰܦܪܳܐ ܡܳܛܰܬ݀ ܕܬܶܦܶܠܝ܆ ܘܰܒܪܰܡܫܳܐ ܪ̈ܰܚܡܰܝܟ ܣܰܡܟܽܘܗ̇». وترجمتها: "يا ربّ ارحمنا كما ترحّمْتَ على مدينة نينوى، إذ في الصباح كادت أن تسقط، وفي المساء عضدَتْها مراحمُك".
تقبَّل الله صوم المؤمنين وصلواتهم وابتهالاتهم، وليرفع بمراحمه وحنانه الأوبئة والأمراض، وليمنحِ الشفاء للمرضى، والراحة الأبدية لجميع الراقدين، وليُنْهِ الحروب والنزاعات من الأرض كلّها، فيسود السلام والأمان والعدل والمحبّة والرحمة في العالم كلّه.
|