يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النصّ الكامل للترجمة العربية للكلمة التي ألقاها باللغة الإيطالية غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، خلال ترؤّسه الاحتفال بافتتاح نصب مار أفرام السرياني في جامعة اللاتران الحبرية، روما - إيطاليا، قبل ظهر يوم الأربعاء ١٩ نيسان ٢٠٢٣:
"يطيب لنا أن نرحّب بالحضور جميعاً:
أصحاب النيافة الكرادلة، بمن فيهم صاحب الغبطة كاثوليكوس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية في الهند، الأخ العزيز مار باسيليوس اقليميس الذي حضر خصّيصاً لمشاركتنا هذه المناسبة،
أصحاب السيادة الأساقفة المشتركين معنا في هذا الحدث التاريخي،
ممثّلي الكنائس والرعايا والإرساليات،
فرسان مار اغناطيوس الأنطاكي،
العلمانيين الحاضرين، ولا سيّما النحّات الياس نعمان الذي رسم ونحت نصب مار أفرام.
إنّ تراثنا السرياني العريق، بكنائسه السريانية الكاثوليكية والسريانية الأرثوذكسية والسريانية المارونية والكلدانية والآشورية، لم يكن معروفاً في الغرب، إلى أن جهد البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني رحماني الموصلي للتعريف عن التراث السرياني، وبشكل خاص عن مار أفرام، وقدّم طلباً إلى البابا بنديكتوس الخامس عشر سنة ١٩٢٠، كي يعلن مار أفرام ملفاناً الكنيسة الجامعة، في شهر تشرين الأول من ذاك العام.
لقد كنّا نسعى للاحتفال بهذا الحدث عام ٢٠٢٠، لكنّنا أُرغِمنا على تأجيل الاحتفال بسبب تفشّي وباء كورونا. وقد وعدَنا قداسة البابا فرنسيس أن يحضر ويبارك المناسبة، لكن تعذّر عليه ذلك بسبب وضعه الصحّي.
نشكر نيافة الكردينال ليوناردو ساندري على جهوده ومتابعته، ورئيس جامعة اللاتران الذي وافق وسهّل وضع النصب في الجامعة. ونخصّ بالشكر سيادة المطران رامي قبلان الذي هيّأ هذا الحدث، وكان هو وراء نحت هذا النصب بتقدمة من عائلته.
إنّ البابا بنديكتوس السادس عشر، في المقابلة العامّة في تشرين الثاني ٢٠٠٧، ذكر وعلّم أنّ البعض يعتقدون أنّ الإيمان المسيحي هو ثمرة الثقافة الأوروبية، لكن في الحقيقة الإيمان المسيحي هو ثمرة الثقافة الساميّة، ومن أهمّ شخصياتها مار أفرام السرياني. لذا نلهج بالشكر للبابا بنديكتوس السادس عشر على اعترافه بمساهمتنا نحن السريان بالتراث والإيمان المسيحي في أوروبا.
جمع مار أفرام بين اللاهوت والشعر، ونودّ أن نذكّركم أنّه في أيّامنا هذه لا حديث عن الشعر بل عن وسائل التواصل والتقنيات، لكنّ مار أفرام كان في أيّامه الشاعر المولَّه بالرب يسوع وبالعذراء مريم. ونحن نتأمّل بفرح وعمق بقول مار أفرام: «ܢܶܩܥܽܘܢ ܓܰܪ̈ܡܰܝ ܡܶܢ ܩܰܒܪܳܐ܆ ܕܰܐܠܳܗܳܐ ܝܶܠܕܰܬ ܡܰܪܝܰܡ»، أي تصرخ عظامي من القبر، بأنّ مريم ولدت الله. ففي أيّامنا هذه نؤمن بذلك، أمّا في زمن مار أفرام، فلم يكن من السهل أبداً قبول هذه الحقيقة.
نتضرّع إلى الرب يسوع، بشفاعة مار أفرام، من أجل السلام والأمان والطمأنينة والاستقرار في روما وإيطاليا وأوروبا وبلدان الشرق الأوسط والعالم، وكي نبقى على الدوام أمناء للرب يسوع ولكنيسته".
|