في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم السبت ٢٠ أيّار ٢٠٢٣، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار – المتن، جبل لبنان، وخلاله منح غبطته المناولة الأولى لمجموعة من أطفال إرسالية العائلة المقدّسة للاجئين العراقيين في لبنان.
عاون غبطتَه الأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية وكاهن إرسالية العائلة المقدّسة، والأب طارق خيّاط الكاهن المساعد في إرسالية العائلة المقدسة، بحضور ومشاركة المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب سعيد مسّوح قيّم دير الشرفة وإكليريكية سيّدة النجاة، والأب ديفد ملكي كاهن رعية مار بهنام وسارة. وخدم القداس جوق الرعية، وقام بإعداد الأطفال وتعليمهم وتدريبهم لجنة تحضيرية في الإرسالية بالتعاون مع الشمّاس الإكليريكي مجد ميدع. كما شارك في القداس جمع من المؤمنين من أبناء الإرسالية، ولا سيّما أهل الأطفال المتناولين الجدد وذووهم.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس توجّه غبطة أبينا البطريرك إلى المتناولين الجدد "الذين يشاركون في هذه المناسبة المباركة ببهجة كبيرة، دليل على الفرح لاقتبال يسوع للمرّة الأولى، إذ أنّه أحبّنا كثيراً حتّى بذل نفسه من أجلنا على الصليب".
ونوّه غبطته إلى أنّ "الرب يسوع تناول العشاء الفصحي مع تلاميذه، مستذكراً فصح اليهود حيث عبروا من مصر إلى الأرض المقدسة - أرض الميعاد، فكانوا في كلّ سنة يتناولون الحمل الفصحي، أي الخروف، ويتناولون الخمر معاً علامة فرح للتحرّر من العبودية التي عاشوها في مصر".
ولفت غبطته إلى أنّ "الرب يسوع جمع تلاميذه في هذا العشاء الأخير أو العشاء السرّي، وأسّس سرّ القربان المقدس، إذ بارك الخبز والخمر وناولهم بعدما حوّلهما إلى جسده ودمه".
وأشار غبطته إلى أنّ "الرب يسوع وجد التلاميذ حزانى ينتظرون شيئاً ما سيحدث، فعزّاهم وقوّى إيمانهم، وأخبرهم بأنّ لا بدّ له أن يتألّم ويُصلَب ويموت، لكنّه سيقوم بقوّته الإلهية. لذا عليهم ألا يخافوا، وقد استودعهم سرّ جسده ودمه اللذين يجعلان متناوليهما يتّحدون بيسوع الذي يحبّهم كثيراً ويريد أن يبقى معهم دائماً".
وأكّد غبطته للمتناولين الجدد أنّ "هذه المناولة الأولى ستبقى ذكرى رائعة ترافقكم في مراحل حياتكم كلّها، كي تذكّركم أنّ يسوع معكم دائماً أينما كنتم، ويحبّكم، ويريد أن تعيشوا بمحبّة تجاه بعضكم البعض، وبحرّية وبكرامة إنسانية. لذا عليكم أن تفتخروا بالرب يسوع وتحملوه في قلوبكم وفي حياتكم بأسرها".
وختم غبطته موعظته رافعاً الصلاة والتضرّع "إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء، من أجل الأطفال المتناولين الجدد، كي يعتزّوا على الدوام بالرب يسوع وبإيمانهم به ربّاً ومخلّصاً وصديقاً لهم"، شاكراً الأهل وجميع الذين تعبوا في إعداد الأطفال لهذه المناسبة.
وخلال القداس، تلا الأطفال المتناولون الجدد الإقرار بالإيمان بالرب يسوع ورفض الشرير وأعماله، متعهّدين بمحبّة الرب والعيش بحسب تعاليمه ووصاياه.
ثمّ تقدّم الأطفال لتناوُل جسد الرب يسوع ودمه محاطِين بوالديهم، في جوّ من الخشوع والفرح الروحي.
وقبل ختام القداس، قدّم غبطته لكلٍّ من الأطفال المتناولين الجدد هدية هي نسخة من الكتاب المقدس، وأُخِذت الصور التذكارية بهذه المناسبة المباركة.
|