في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الجمعة 15 تشرين الثاني 2024، استقبل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، سعادة سفير هنغاريا في لبنان Ferenc CSILLAG، يرافقه رئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة الهنغارية Sandor BALINT، وذلك في مقرّ الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
خلال اللقاء، رحّب غبطته بسعادته معرباً عن سروره باستقباله، وعن شكره له على المهمّة التي يؤدّيها في لبنان ممثّلاً وطنه العزيز هنغاريا، في ظلّ هذه الظروف العصيبة التي يعيشها لبنان، مثمّناً العلاقة الوطيدة التي تجمع الكنيسة السريانية الكاثوليكية بهنغاريا والدور الهامّ الذي تلعبه هنغاريا في تعزيز عيش المواطنة الحقّة والديمقراطية والحرّية الدينية وترسيخ دعائم الإيمان المسيحي ومبادئه السامية التي شكّلت المرتكَز الأول للقارّة الأوروبية، وكذلك ما تقوم به من مساعدات على مختلف الأصعدة دعماً للحضور المسيحي في منطقة الشرق الأوسط.
ومن جهته، شكر سعادتُه غبطتَه على استقباله، معبّراً عن سعادته بالقيام بهذه الزيارة، مقدّماً التهاني القلبية لغبطته، باسم هنغاريا، حكومةً وشعباً، وباسمه الشخصي، بمناسبة عيد ميلاد غبطته الذي يصادف في هذا اليوم عينه، الخامس عشر من تشرين الثاني، سائلاً الله أن يمدّه بالصحّة والعافية والعمر الطويل ليتابع رعايته للكنيسة السريانية الكاثوليكية في ظلّ الأوضاع الراهنة، حيث يسهم غبطته بشكل كبير في بلسمة جراح المسيحيين الذين يعانون الأمرَّين في بلدان عدّة من الشرق، كما في الاعتناء بالذين هاجروا من أبناء الكنيسة إلى بلدان الغرب.
وأكّد سعادته وقوف هنغاريا إلى جانب مسيحيي الشرق والدفاع عن حقوقهم ونصرة قضاياهم العادلة وحقّهم في العيش في أرضهم بالمساواة والاحترام المتبادَل مع شركائهم في الوطن، متناولاً الجهود التي تبذلها حكومة بلاده في هذا الإطار.
وسلّم سعادتُه غبطتَه رسالةً من دولة رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان، هنّأه فيها بمناسبة عيد ميلاده، وثمّن مواقفه الكنسية والوطنية الرائدة دفاعاً عن حقوق المسيحيين في الشرق، مجدِّداً استعداد بلاده الدائم للتعاون مع غبطته في مساندة المسيحيين في الشرق، وفي النضال من أجل الحفاظ على القِيَم المشتركة وتعزيزها (تجدون النص الكامل لرسالة دولته في خبر خاصّ لاحق على موقع البطريركية الرسمي هذا).
شكر غبطته لسعادته التهنئة اللطيفة بمناسبة عيد ميلاده، وحمّله مشاعر الشكر والامتنان لدولة الرئيس فيكتور أوربان على التفاتته النبيلة ورسالته القيّمة، متمنّياً لدولته ولمعاونيه النجاح والتوفيق في قيادة بلده العزيز وشعبه نحو التقدّم والازدهار الدائمين، موجّهاً تحيّة المحبّة الخالصة والودّ الصافي إلى هنغاريا، رئيساً وحكومةً وشعباً، ومؤكّداً اعتزازه بهذا البلد، وصلاته إلى الرب كي يتابع مسيرته في حمل راية الدفاع عن المبادئ والقِيَم الأصيلة.
ثمّ تناول غبطته مع سعادته بإسهاب الأوضاع الراهنة في لبنان الذي يقاسي محنة الحرب المشؤومة والأزمة الاقتصادية الخانقة، حيث تمّ التشديد على وجوب وقف إطلاق النار فوراً، وإحلال السلام والأمان، وعودة الاستقرار، فضلاً عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت كي يتنظم عمل المؤسّسات الدستورية في البلاد، مؤكّدين على أهمّية أن يتعالى المسؤولون عن المصالح الفردية والآنية الخاصّة، ويرتقوا إلى مستوى المرحلة، ويعملوا للخير العام، رأفةً بالشعب الذي لم يعد يحتمل عبء الكوارث والنكبات.
كما جرى التطرُّق إلى الأوضاع في الأراضي المقدسة، حيث الحرب الدائرة في غزّة، إضافةً إلى الأحوال في سوريا والعراق وسواها من بلدان المنطقة، رافعين الصلاة والتضرّع إلى الرب من أجل أن يعمّ السلام في كلّ مكان.
حضر اللقاء المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية.
|