على مدى ثلاثة أيّام، من ٢٨ حتّى ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢٤، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في ورشة عمل ضمّت سياسيين وحقوقيين ملتزمين كنسياً من مناطق مختلفة حول العالم، بدعوة من شبكة المشرّعين الكاثوليك الدوليين (ICLN: International Catholic Legislators Network)، وذلك في قصر السلام، في منطقة المانش La Manche، فرنسا.
شارك في ورشة العمل صاحب النيافة الكردينال شارلز بو رئيس أساقفة ميانمار، ومجموعة من عشرين شخصاً من سياسيين وحقوقيين من أوروبا وأفريقيا والولايات المتّحدة الأميركية وأميركا اللاتينية وأستراليا. وقد رافق غبطتَه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.
والجدير ذكره أنّ قصر السلام هذا يحمل أهمّية تاريخية فريدة، إذ فيه تمّ توقيع اتّفاقية إنهاء الحرب العالمية الثانية.
خلال ورشة العمل، جرى تبادُل الحديث حول واجب السياسي والحقوقي المسيحي في خدمة البلد والمجتمع بأمانة وشفافية وحكمة، دون أن يساوم على المجاهرة بالحقّ بمحبّة، فضلاً عن الاهتمام الخاصّ بأفراد المجتمع الأكثر حاجة للمساعدة.
وألقى غبطة أبينا البطريرك كلمة مسهبَة تناول فيها بشكل مفصَّل الأوضاع العامّة في منطقة الشرق الأوسط والحضور المسيحي فيها، والدفاع عن حقوق المسيحيين ومناصرة قضاياهم العادلة، ولا سيّما في لبنان وسوريا والعراق والأراضي المقدسة، منوّهاً إلى أبرز الإشكاليات والتحدّيات، وآفاق المستقبل.
ووجّه غبطته الدعوة إلى الجميع حاثّاً إيّاهم على مشاركته في صلاة الرجاء الذي لا يخيّب إلى الرب يسوع، من أجل انتهاء الحروب والمِحَن والأزمات، وإحلال السلام والأمان في كلّ مكان حول العالم، خاصّةً في الشرق الأوسط المعذَّب، بشفاعة العذراء مريم سيّدة النجاة، وجميع القديسين.
وتخلّلت ورشة العمل أوقات للصلاة والتأمّل، خلالها شدّد غبطة أبينا البطريرك على أهمّية دعوة السياسي المسيحي وضرورة التزامه بأداء الشهادة الواجبة للرب يسوع في قلب المجتمع، ليكون رسولاً للرب في خضمّ العولمة التي تجتاح عالمنا اليوم.
وخلال انعقاد ورشة العمل، تلقّى غبطته وكلّ المشاركين بالحزن الشديد الأنباءَ المؤلمة عن الوضع المأساوي الذي حلّ بمدينة حلب في سوريا وبسائر المناطق المحيطة، وحثّ غبطته المجتمعين على التضرُّع إلى الرب كي يُلهِم المسؤولين إلى حلّ الأمور الخلافية بروح الحوار والعدل والسلام.
وعلى هامش أعمال ورشة العمل، زار غبطتُه والمجتمعون موقع إنزال الحلفاء قبل ثمانين عاماً، في حزيران عام ١٩٤٤، لإلقاء نظرة حول هذا المكان التاريخي حيث انتهت الحرب العالمية الثانية بعد معارك ضارية ومخيفة.
|